من صفحة الدكتور عايد الجبور على الفيس بوك
اردني يهتم باعمال الهيئة الهاشمية للمصابين العسكريين :: مراسلات الى سمو رئبس ومدير الهيئه من الاعضاء
صفحة 1 من اصل 1
من صفحة الدكتور عايد الجبور على الفيس بوك
في طريق العودة من جاهة لابنة خالي العزيز في الشميساني و في طريق فرعي سمعت صوت طرق متواصل و عن بعد شاهدت هذا الرجل يرفع يده بشيء و يهوي به مرة تلو أخرى و قد أدار ظهره للشارع... أثار فضولي ظننت أنه يكسر بندقا أو جوزا أو يجهز شيئا لبيعه أو ربما يصنع شيئا أمام منزله...
عدت بسيارتي و اصطففت بعيدا و مشيت إليه لعلي أتعلم شيئا جديدا... ثم أدركني العقل الذي هجرني و على بعد خطوات قبل الوصول إليه توضحت الأمور سريعا... التقطت هذه الصورة قبل أن أصل إليه لتذكرني و تذكركم بحال كثير من أهلنا... كان يحمل في يده قطعة من طوب مكسور يسحق بها علب البيبسي الفارغة, يجمعها قبل بيعها لتأخذ حيزا أقل... شيء ما صادق و صادم في حاجته و عزته إلى أقصى الحدود...
اتخاذه لشارع فرعي و إدارة ظهره للناس و لبس الشماغ و كأنه لا يريد لأحد أن يعرفه... أو يعرف ما آلت إليه حالته هزني مع كبر عمره البادي من انحناء ظهره...
اقتربت منه "السلام عليكم"... مددت يدي مصافحا... نظر إلي متفاجئا خجلا بعض الشيء فأشاح وجهه و عيونه تقول لي... لم ترن... وجهه كريم المعالم... يبدو أن سنه اقترب من السبعين... رؤوس أصابعه تشققت و اسودت من أثر الطوبة المحترقة التي يسحق بها العلب المعدنية... لكن يده بالرغم من ذلك لينة طيبة تماما مثل يد أم حنون...
"اسمح لي أن أساعدك"... أعطيته شيئا من حقه في مال الله... لم ينظر إلي لكنه مسح طرف عينه بالشماغ و هو ينظر بعيدا عني... قلت له طرفا من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم بما معناه... ما كسب الرجل شيئا أطيب من عمل يديه... دعوت الله له فرفع يديه يؤمن على الدعاء و عيونه تغص بالدموع لا يسمح لها أن تسيل و لا يسمح لصوته بأن يؤكد حزنه و ضعف حاله...
كنت أود أن أقول له الكثير لكن الكلمات تخذلك أحيانا عندما تكون بأمس الحاجة لها... وددت أن أخبره أنه ليس عيبا ما يفعل و أنه أشرف من كثير من الزعماء و الوزراء الذي سرقوا قوته و أوصلوا الشعوب إلى ما نحن فيه... أن أقول له أنني لا أعطيه شيئا تفضلا مني هذا جزء يسير من حقك... بأنه بمقام العم... أن عمله و جهده كريم... و أن الطوبة التي يلفها السواد في يده أنظف بكثير من الهواتف البراقة التي يحملها المسؤولون في بلادنا... و أن حذاءه أكرم من سياراتهم... و أن الله لا ينظر إلى صور الناس بل إلى قلوبهم...
لا تحزن إن الله مع الصابرين و لعل الله يحدث أمرا ترد به الحقوق إلى أصحابها و لو بعد حين و تذكرت قول الشعراوي: "إذا رأيت فقيرا فاعلم أن غنيا ما قد سرقه حقه"... في إشارة إلى أنه لم يؤد زكاة ماله...
منقول
عدت بسيارتي و اصطففت بعيدا و مشيت إليه لعلي أتعلم شيئا جديدا... ثم أدركني العقل الذي هجرني و على بعد خطوات قبل الوصول إليه توضحت الأمور سريعا... التقطت هذه الصورة قبل أن أصل إليه لتذكرني و تذكركم بحال كثير من أهلنا... كان يحمل في يده قطعة من طوب مكسور يسحق بها علب البيبسي الفارغة, يجمعها قبل بيعها لتأخذ حيزا أقل... شيء ما صادق و صادم في حاجته و عزته إلى أقصى الحدود...
اتخاذه لشارع فرعي و إدارة ظهره للناس و لبس الشماغ و كأنه لا يريد لأحد أن يعرفه... أو يعرف ما آلت إليه حالته هزني مع كبر عمره البادي من انحناء ظهره...
اقتربت منه "السلام عليكم"... مددت يدي مصافحا... نظر إلي متفاجئا خجلا بعض الشيء فأشاح وجهه و عيونه تقول لي... لم ترن... وجهه كريم المعالم... يبدو أن سنه اقترب من السبعين... رؤوس أصابعه تشققت و اسودت من أثر الطوبة المحترقة التي يسحق بها العلب المعدنية... لكن يده بالرغم من ذلك لينة طيبة تماما مثل يد أم حنون...
"اسمح لي أن أساعدك"... أعطيته شيئا من حقه في مال الله... لم ينظر إلي لكنه مسح طرف عينه بالشماغ و هو ينظر بعيدا عني... قلت له طرفا من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم بما معناه... ما كسب الرجل شيئا أطيب من عمل يديه... دعوت الله له فرفع يديه يؤمن على الدعاء و عيونه تغص بالدموع لا يسمح لها أن تسيل و لا يسمح لصوته بأن يؤكد حزنه و ضعف حاله...
كنت أود أن أقول له الكثير لكن الكلمات تخذلك أحيانا عندما تكون بأمس الحاجة لها... وددت أن أخبره أنه ليس عيبا ما يفعل و أنه أشرف من كثير من الزعماء و الوزراء الذي سرقوا قوته و أوصلوا الشعوب إلى ما نحن فيه... أن أقول له أنني لا أعطيه شيئا تفضلا مني هذا جزء يسير من حقك... بأنه بمقام العم... أن عمله و جهده كريم... و أن الطوبة التي يلفها السواد في يده أنظف بكثير من الهواتف البراقة التي يحملها المسؤولون في بلادنا... و أن حذاءه أكرم من سياراتهم... و أن الله لا ينظر إلى صور الناس بل إلى قلوبهم...
لا تحزن إن الله مع الصابرين و لعل الله يحدث أمرا ترد به الحقوق إلى أصحابها و لو بعد حين و تذكرت قول الشعراوي: "إذا رأيت فقيرا فاعلم أن غنيا ما قد سرقه حقه"... في إشارة إلى أنه لم يؤد زكاة ماله...
منقول
رد: من صفحة الدكتور عايد الجبور على الفيس بوك
دكتور قصة محزنة تحزن فقط من له قلب انسان مثلك وليس قلوب الحرامية واللصوص التي اكضت بهم المكاتب الفارهة وربطات العنق والبدل الثمينة بنفسيات خسيسة حاقدة على كل قرش ياتي بحلال
اردني يهتم باعمال الهيئة الهاشمية للمصابين العسكريين :: مراسلات الى سمو رئبس ومدير الهيئه من الاعضاء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى